فى أغسطس 2010 كتبت موضوعا بعنوان " رامسفيلد : دفعنا 200 مليون دولار للسيستانى ليفتى بحرمة قتالنا" وكما يتضح من العنوان هو يدور حول تلقى المرجع الشيعى العراقى على السيستانى مبلغ 200 مليون دولار من الأمريكيين ليصدر فتوى بحرمة قتالهم أثناء غزو العراق 2003 , وما ان انتشر الموضوع على مواقع الانترنت حتى راحت الاتهامات والتهديدات تنهال على من كل صوب وحدب رغم اننى لست من قال ذلك ولكن نقلته عن كتاب تسريبات صحفية لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكى الأسبق عن أهم ما سيتضمنه كتابه.
وراحت مئات المواقع تشن هجوما شخصيا ضدى وتنشر بحقي ما يخرج عن حدود الأدب والأخلاق, بل أن المئات من رسائل التهديد تدفقت الى بريدى , فى مسعي واضح لترويعى , الأمر الذى دفعنى لإصدار بيان أكدت فيه اننى لست المسئول عن المعلومات التى تضمنها الخبر ولكن فقط انا صحفي ومهمتى تقتضى نقل ما يقوله البعض عن البعض عبر النشر ’ ولو كان هناك شخصا يسئل فى صحة او كذب تلك المعلومات فالطبع ليس ذلك أنا ولكن رامسفيلد والسيستانى لأنهما من أطراف القضية , هذه هى قصتى مع الواقعة لكننى دفعت ثمنها غاليا حيث اضطررت الى تغيير محل اقامتى.
واخيرا ابصرت تلك المذكرات التي فجرت الفضيحة الثقيلة النور واكد رامسفيلد استلام السيستاني 200 مليون دولارا ليساعدهم على غزو العراق وليصدر فتاوي تحرم قتال الأمريكيين في العراق في اكبر صفقة دينية سياسية في تاريخ البشرية وذلك فى الصفحة رقم 212 من كتابه.
وتحدث رامسفيلد في فصل من مذكراته عن ما أسماه " علاقة قوية " ربطت بينه وبين السيستاني , قبل وبعد وأثناء الحرب على العراق .
و كتب رامسفيلد فصلا عن "علاقاته مع علي السيستاني" كشف فيه عن "قوة" العلاقة التي كانت تربطه مع المرجع الشيعي قبل وأثناء وبعد الحرب علي العراق في ربيع 2003.
وقال رامسفيلد : أن علاقة صداقة قديمة قامت بينه وبين السيستاني ترجع إلى علم 1987 أثناء إعداد السيستاني لتسلم مهمام المرجعية بعد الخوئي
واضاف وزير الدفاع الأمركي الأسبق : أن الاتصال بينهما كان يتم عن طريق وكيله في الكويت جواد المهري ٬ جواد المهري الذي كان ولا يزال واحد من الصناديق السوداء المهمة التي تعرف عن المرجع المتواري عن الانظار والذي لم يقم بزيارة مرقد الامام علي منذ اكثر من 30 سنة وهو الذي يقيم علي بعد امتار من المرقد الشريف
وأردف رامسفيلد بان الادارة الامريكية قدمت هدية لأصدقائها في العراق على رأسهم السيستاني قدرها 200 مليون دولار , وبعد قبول السيستاني للهدية "أخذت علاقاتنا معه تتسع أكثر فأكثر وبعد أن علم الرئيس بوش بتسلم السيستاني للهدية قرر فتح مكتب في وكالة المخابرات المركزية وسمي مكتب العلاقات مع السيستاني , وكان يرأس المكتب الجنرال المتقاعد في البحريه سايمون يولاندي، لكي يتم الاتصال وتبادل المعلومات عن طريق هذا المكتب. وفعلا تم افتتاح المكتب وعمل بكل جد ونشاط ,وكان من ثمار هذا العمل المتبادل صدور فتوى من السيستاني بان يلزم الشيعة وأتباعه بعدم التعرض لقوات التحالف التي وصلت للحدود مع الكويت ابان الغزو الامريكي للعراق
وأشار رامسفيلد إلى لقاء حدث مع السيستاني قبل الغزو فقال : " اتصل الجنرال سايمون يولاندي مع النجل الأكبر للسيستاني محمد رضا الذي كان ياخذ راتب شهري من الحاكم المدني الامريكي بول برايمر بصفة مستشار بعد الاحتلال وكان الجنرال الذي انتقل مع فريق عمله من واشنطن إلي العراق في قصر الرضوانية أحد المباني التي كانت من ضمن القصور الرئاسية التي تمتع بها الرئيس العراقي صدام حسين وتم من خلال هذا الاتصال أجراء لقاء سريع وسري مع السيستاني في مدينة النجف , وفعلا اتصل بي الجنرال يولاندي واخبرني عن لقاء السيستاني هذه الليلة ولم أكن أتوقع أن يجري اللقاء بهذه السهولة لمعرفتي المسبقة بأن من يتسلم مهام السلطة المرجعية في العراق تكون حركاته وتصرفاته محسوبة بما يمتلك هذا المقام من روحية لدي عموم الشيعة في العالم والعراق بالخصوص" وأضاف رامسفيلد في مذكراته كنت في تلك اللحظات أجري لقاء علي شبكه فوكس نيوز من بغداد مباشرة وبعد لقاء فوكس نيوز توجهنا الي مدينة النجف عن طريق سرب من المروحيات التابعة لقوات التحالف وقد وصلنا الي مدينة النجف في وقت متأخر من الليل , وعندما رأيت السيستاني أخذني في أحضانه , وقبلني أكثر من مره بالرغم إنني لا استسيغ ظاهرة التقبيل بالنسبة للرجال وتحاورنا عن أمور كثيرة كان من الحكمة أن نأخذ رأي أصدقائنا بها وبالخصوص مثل السيساني".
وقال رامسفيلد: "وفعلا تم التوصل إلي اتفاق مضمونه أن يصدر الزعيم السيستاني فتوى تحظر استخدام هذه الأسلحة ضد قوات التحالف وكان لهذه الفتوى الفضل الكثير لتجنب قوات التحالف خسائر جسيمة" .
و لعل من بين الاسماء الاكثر تردداً في مذكرات بريمر ( عامي في العراق ) هو علي السيستاني الذي يصفه منذ البداية بانه متعاون جدا من اجل مساعدة قوات الاحتلال علي تحقيق اهدافها. يقول بريمر: شجع القادة الشيعة، بمن فيهم آية الله السيستاني، اتباعهم علي التعاون مع الائتلاف منذ التحرير (ص: 75). وأكد بريمر أنه كان علي اتصال دائم بالسيستاني للاستفادة من استخدامه في السيطرة علي الشعب العراقي، لكن ذلك لم يتحقق بالصلة المباشرة بل كان يتم عبر وسطاء عدة منهم حسين الصدر، وموفق الربيعي، وعماد جعفر، واحياناً عادل عبد المهدي واحمد الجلبي. فالسيستاني يفضل أن لا يجتمع مع أحد من الائتلاف لأنه كما فسر ذلك أحد مساعدي بريمر، لا يحتمل ان يُشاهد علناً بأنه يتعاون مع القوي المحتلة، فثمة أطياف لسنة 1920، وما صاحبها، وعليه أن يحمي جانبيه من المتهورين مثل مقتدي، لكن آية الله سيعمل معنا. فنحن نتقاسم الأهداف نفسها (ص: 213 ـ 214)
ولكي لا يسيء بريمر فهم السيستاني، لم يبخل السيستاني في أن يرسل رسالة له يبلغه أنه لم يمانع الاجتماع به بسبب عدائه للائتلاف ، بل ان تجنب الاتصال العام مع الائتلاف يتيح له أن يكون ذا فائدة أكبر في مساعينا المشتركة، وأنه قد يفقد مصداقيته في أوساط المؤمنين إذا تعاون علناً مع مسؤوليّ.... ( ص : 214