العراقي البغدادي عضو ماسي
المساهمات : 756 تاريخ التسجيل : 21/11/2010
| موضوع: أهمية غزوة بدر في حاضرنا الجمعة سبتمبر 30, 2011 9:18 am | |
| أهميةغزوة بدرفي حاضرنا الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأصلي وأسلم على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بأحسان الى يوم الدين وبعد.. فقد كان وصحابته الكرام حريصين حرصاً بالغاً على النصر في معركة بدر الذي قرر مصير هذا الدين الجديد، فإن هلكوافلن يُعبد الله بعدها في الأرض .ولقد كان من مناجاة الرسول الكريم لربه العظيم قُبيل التحام الفريقين: (اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تُعبد بعدها في الأرض)، وجعل يرفع يديه إلى السماء ويدعو في لهفة ورجاء؛ (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم نصرك المؤزَّر..)، حتى سقط الرداء عن منكبيه الشريفين، فتقدَّم أبو بكر يسوِّي عليه رداءه ويواسي لهفته وتضرعه قائلاً: ((يا رسول الله.. كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك))«متفق عليه». لقد كان جيش المسلمين في بدر ضئيل العدد، قليل العدة، فأصحاب رسول الله الذين خرجوا معه لا يزيدون عن (ثلاثمائة وأربعة عشر)، ولكن الواحد منهم كألف، من أعدائهم فهم يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة، لقد استعرض الرسول جيشه كما يفعل القادة قُبيل المعركة، لاستجلاء معنوياته فقال: (أشيروا عليِّ أيها الناس.. ويعني بذلك الأنصار لأنهم كانوا الأكثرعدداً، فقال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل، فقال: قد آمنا بك وصدَّقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلَّف منا رجل واحد.. وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً وإنا لصبر في الحق صُدُق عند اللقاء فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحبَّ إلينا مما تركت، فلعل الله يُريك منا ما تقرُّ به عينك، فسِر بنا على بركة الله). والله هذا الكلام قاله جيش رجال الطريقة النقشبندية لشيخهم وأعطوا على ذلك العهد.. لقد كان جيش رجال الطريقة النقشبندية مبارك العدد، ورجاله على أهبة الاستعداد للتضحية بالغالي والرخيص والنفس والنفيس، دعماً للحق ولدين الحق ولرسول الحق ، ففي بدر كان جيش المسلمين قليل العدة، فليس مع الرسول الكريم وصحبه الكرام سوى سبعين بعيراً والمسافة بين المدينة وبدر تربو على مائة وستين كيلومتراً، روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود بأنه قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير (أي يتعاقبونه) ويتناوبونه وكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله فكانت عقبة رسول الله (أي دوره في السير) فقالا له: نحن نمشي عنك (ليظل راكباً) فقال : (لا .. ما أنتما بأقوى مني على السير، ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر) فمشى النبي وصاحباه راكبان،هذا الذي يمشي وصاحباه يركبان هو رسول الله وقائد الجيش، فهل تدهشنا بعد هذا شجاعة أصحابه، وتضحياتهم، وإقبالهم على الموت، بعد أن سوَّى نفسه بهم، في كل شيء، وهل يدهشنا تعلُّقهم به وتفانيهم في محبته، وقد كان لهم أباً رحيماً وأخاً ودوداً ونبياً رسولاً. .لقد صدق الله العظيم إذ يقول: ﭽ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)ﭼ“القلم”، فهذا النصر المؤزر العزيز الذي فرح به ويفرح له المؤمنون في كل عصر ومصر وزمان، أليس له ثمن؟ أليس له قواعد، أليس له شروط؟ الحقيقة ـ يا إخوتي ـ أن للنصر معادلةً رياضية، وقواعد محددة وشروطاً واضحة فالنصر ـ في ضوء القرآن الكريم ـ يحتاج إلى إيمان صحيح، وإعداد كافٍ من الإيمان بالله يبدل طبيعة النفس ويغير قيمها، ومطامحها، ويصعد ميولها ورغائبها، ويخفف من متاعبها، وهمومها، ويقوي رجاءها وأملها ويقلب أحزانها أفراحاً، ويجعل مغارمها مغانم، فهذه الخنساء مات أخوها صخر في الجاهلية فبكت وبكت حتى عميت، وحينما أسلمت استشهد أولادها الأربعة في معركة القادسية، حينما بلغها النبأ قالت: (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو أن يجمعني الله بهم في مستقر رحمته) يا لها من كلمات تقشعر لها الأبدان.. فالإيمان بالله يؤكد للإنسان أن له أجلاً لا يتقدم ولا يتأخر، هذا وحده يبعث في النفس الشجاعة، والإقدام وروح التضحية ، والإيثار. سيدنا خالد ، يقول وهو على فراش الموت: (لقد خضت سبعين معركة أو زهاءها، وما في جسمي موضع شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، وها أنا ذا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء).... وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلماً كثيرا كثيرا. منقول من العدد 54 من مجلة جيش رجال الطريقة النقشبندية | |
|